الأحد، 19 مايو 2013

وبراً بوالدتي ..

-ذاك, بعد أن تًعبت هي في حمله و ولادته وذاقت الأمرين,
وحمل الهم هو وأُرقَ مضجعه في تلبية طلباته, 
سَعِدا لممشاه ولكلمتهِ الأولى ولأولى خطواته,
كم مرةٍ أنزلا عقلهما لعقل طفلٍ صغير فوبخاه لذنبٍ أنه أبكى عينا صغيرهما ..
فضحكاتُه بلابلٌ صادحة في سماء آمالهما, وألمهِ نواقيس خطرٍ وبكائه سيلٌ عارم..
وكما يقال:
"كبُر وكبر الحلم معه"
واشتد ساعده,
واستمد قوته منهما,
امتص رحيق حياتهما,
واستنفذ كل طاقتهما, 
افرغ على مخزون الراحة والضحك والصحة والقوة, 
كبُرَ ليكبُر عذابهما .. !
استفاق النور في عينه ليكتشف _عقوقاً_ أنه كبُر على رعايتهِ لهما ورعايتهما له!
لِيرحل ناكراً لجميلهما, رافضاً لحُبهما الذي لعُمري لن يجد مثله..
لـ يستيقظا على أكبر خيبةِ أمل وأشد طعنةٍ سُددت لقلبهما من يدٍ ما ذاقت الشقاء في قوتهما !
لينطفئ نور أملهما في عيون من أحباه بصدق, ليجدا (دار المسنين) احتوتهما بدلاً من قلب اشرباه الحب والحياة من عمرهما,
 واشربه هو قسوته ليَدفن كل معاني البر,
وبدلاً من أن يداعبا صغيرهِ داعبت الدموع مقلتيهما .. 
فلم يجدا مفر سِوى (الزهايمر) للتغلب على أقوى مرارةٍ خبأتها لهما الأقدار ..
ومضى هو وقد سطر قصة حياتهِ سلفاً بما فعل, لِتُعاد نفس المأساة من فلذات كبده,

فجنا بظلمٍ على نفسه ووالديه وأولاده, فجزآهم بما ظلموا










هناك تعليقان (2):

  1. :( فكرتني بـ حمدان , فاكراه؟
    كلماتك التعبيرية رائعة ..

    ردحذف
    الردود
    1. أه , القصيده بتاعت مامته , فكراها ..
      وأنتِ أروع :)

      حذف